#محمد_رسول_الله
#إنجازات_مستحيلة_vs_مسؤليات_هائلة
#المعادلة_الناقصة
✍️✍️م/ #محمد_سمير ✍️✍️
• بالنظرة العامة في سيرة النبي سنجد أنّ له وضعا اجتماعيا استثنائيا حيث له إحدى عشر زوجة وأكثر من مائة ألف صحابيا، ونجد أنّه هو الحاكم الذي يضع السياسات العامة، وهو القاضي الذي يحكم بين الناس، وهو القائد العسكري الذي يخطط ويخوض بنفسه المعارك ويقود المسلمين.
إضافة إلى كل ذلك فهو أيضاً يقوم بمهام الرسالة حيث يتنزل عليه الوحي فيُبلّغ عن ربه ويتدارس القرآن مع المسلمين ويحفظه ويُعلّمه للناس وأيضا يخلو بربه الوقت الطويل للعبادة والصلاة والمناجاة كما كان معروفا عنه..
ومع كل هذا الكم الهائل من المسؤليات والأعباء الإستثنائية نجد في المقابل أنّ حجم الإنجازات التي حقّقها النبي تعجز عنه جميع الهمم البشرية!!، مع العلم أن الإنجاز الذي حققه النبي محمد ليس فقط على المستوى السياسي والعسكري ولكنّه أيضاً أقام تحوّلا حضاريا وثقافيا في عالم الأفكار والمعتقدات والتصورات عن الإله والوجود وأحدث تغييرا جذريا في عالم القيم والأخلاق بالإضافة إلى التقدم المذهل في الواقع المادي والبُنى التحتية!
أقل ما يُقال في ذلك أنه أقام بمجموعة من رعاة الغنم المشرذمين امبراطوريةً عظيمةً في فترة قصيرة جداً من عمر الزمان!!
هذا الإنجاز المادي فقط هو الذي دفع كُتّاب الغرب أمثال مايكل هارت أن يُصنّفوا الرسول كأعظم عظماء التاريخ..
•بعد كل ذلك يأتي السؤال الذي لابد أن يطرح بتفكر وتدبر:
كيف يُوفق الإله رجلاً كل هذا التوفيق والتأييد والنصر والتمكين إن كان ذلك الرجل يكذب عليه في ادعاءه النبوة والإتصال بالسماء؟!
كيف يُوفقه بالحجة والبيان وأيضا بالنصر والتمكين؟!
كيف يوفقه في كل هذا وإضافة عليه يجعله معروفاً بالصدق بين الناس وحُسن الصفات والأمانه وحُسن الخلق والزهد والصبر وكثرة العبادة؟!
لماذا يفعل الله ذلك وهو القائل:(إنّ الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون)”؟!
يؤكّد الدكتور مصطفى محمود رحمه الله في كتابه (محمد) ذلك العامل الخفي الذي لن تكتمل المعادلة بدونه فيقول:
(وأياً كان التفسير، فإنّك إن أخذت تحسب بالورقة القلم كيف حدثت هذه الأمور، واستعنت بالعقل الإلكتروني وكافة وسائل الحساب الحديثة فإنك لا تستطيع أن تُفسر كيف أنّ فرداً واحداً مضطهداً مطارداً يُؤثر هذا التأثير في أفراد قلائل يُعدّون على الأصابطع، ثم يُؤثّر هؤلاء في كثرة من مات ثم ألوف تهزم الروم، ثم الفرس(وكانت دولتين كأمريكا وروسيا في ذلك الوقت),يحدث هذا كله في سنوات معدودة, وابتداءً من الصفر ومن بداوة مطلقة ومن عرب مشرذمين في قبائل تقتُل بعضها بلا حضارة وبلا علم يُذكر، وإنك لن تصل أبداً في حسابك إلى تلك النتيجة الهائلة وستظل المعادلة ناقصة حتى تُدخل فيها ذلك العامل الخفي(عامل الغيب)وسند المدد الإلهي من التمكين والتوفيق،
نحن إذن أمام نُبوّة مؤيّدة بسند الغيب ورجل انعقد له لواء التمكين الإلهي ولسنا أمام مُصلح اجتماعي أو صاحب ثورة أو عظيم من عظماء الدنيا يعمل بالإجتهاد والعمل الكسبي).