1

هل سؤال وجود الله مهم؟

فالبعض قد يجادل في أن قضية وجود الله ليست مهمة في نظره وأنه لا يكترث بها ولا يأبه لها، وأن كل ما يشغله هو هذه الحياة التي نخوضها وما ينفعها ويصلحها بعيدًا عما سوى ذلك من اعتبارات. وهذا النوع من الناس يسمى اللااكتراثي، فهو ليس فقط يزعم أن إجابة السؤال غير ممكنة، بل يرى أصلاً أنها غير مهمة!

وفي مناقشة هذا الصنف من الناس هناك مثالٌ ذكره بعض الأفاضل مثل جيفري لانج وبيير فوجل يقرب الإجابة على هذه المسألة (هل سؤال وجود الله مهم؟).

تخيل أنك أويت إلى فراشك ليلاً في غرفتك، ثم عندما استيقظت وجدت نفسك في قطار سريع، هذا القطار يتحرك بك وبعدد من الركاب. أليس من المنطقي أن تسأل: ما هذا القطار؟ وإلى أين يمضي؟ ومن هو سائقه؟ وما هي الجهة المسئولة عن القطار؟ واتجاهه؟ وما إلى ذلك؟ هذا هو الطبيعي، وهذا هو مقتضى العقل والمنطق.

كذلك قطار الحياة؛ لا يمكن أن تخوضها بدون أن تسأل عن أصلها وفصلها ومن أين جئنا ولماذا جئنا وإلى أين المصير! فهذا هو مقتضى الفطرة البشرية. وحتى لو أنكر المخالف مقتضى الفطرة، فلابد أن يسلم بأهمية الأسئلة الوجودية بمقتضى القياس العقلي، فإذا كان المرء في مثال القطار تجتاحه الأسئلة حول أصل القطار ومنشئه واتجاهه والهدف من وجوده والهدف من تواجده داخله، إلى آخر هذه الأسئلة. وهذا مجرد مثال على رحلة مؤقتة في حياة الإنسان، فكيف بحياة الإنسان نفسها بكل ما فيها؟! فإذا كانت رحلة في قطار ستثير كل هذه التساؤلات المهمة جدًا في وقتها، إذن أليست حياة الإنسان بأكملها أولى بالبحث والسعي إلى الأجوبة من مجرد رحلة القطار؟