بين الملحد واللاأدري والربوبي

image_printطباعة وتحميل هذا المقال

الإلحاد لغويًا يعني الانحراف أو العدول عن الطريق المستقيم، وقد جرى الاصطلاح على التعبير بلفظ الإلحاد عن إنكار وجود الله سبحانه وتعالى، فالملحد هو المنكر لوجود الله تعالى حسب الاصطلاح المتداول. لكن عند تناول ظاهرة الإلحاد الجديد لا بد من الانتباه إلى أنها لا تمثل لونًا واحدًا من ألوان الطيف -خصوصًا على المستوى العربي- بل هي تصف ألوانًا متعددة وأطيافًا متفاوتة داخلها لابد من التمييز بينها مراعاةً للدقة والموضوعية في وصف الواقع.

الملحد Atheist: هو المنكر لوجود الله تعالى ، سواء لاعتقاده الجازم باستحالة وجود خالق Strong Atheist أو بأن وجوده أمر ضعيف الاحتمال جدًا Defacto Atheist.

اللاأدري Agonistic: هو المتوقف في مسألة وجود الله، ويرى أن أدلة إثبات وجوده تتكافئ مع أدلة نفي وجوده، وبالتالي لا يمكن بلوغ حكم عقلي في هذه القضية.

الربوبي Diest: هو المعتقد في وجود إله خالق، لكنه يرى أن هذا الإله خلق الكون ثم تركه يدور مثل الساعة الزنبركية التي تملئها ثم تتركها لتعمل وحدها بدون توجيه ولا تدبير.

اللاديني Irreligious: هو المنكر للأديان عامةً، وهو قد يكون ملحدًا أو لاأدريًا أو ربوبيًا، ويضاده وصف الديني الذي يؤمن بدين منظم له كناب موحى به وأركان للعقيدة وشعائر وعبادات ودور عبادة.

ثم ينبغي التنبيه على نقطتين متعلقتين بهذه التعريفات:

الأولى: أن هذه التعريفات ليست مراحل في طريق البحث عن الحقيقة، بل هي مواقف نهائية من قضية وجود الله. فاللاأدري مثلاُ -حسب التعريف- ليس المقصود به الشخص المتحير الباحث عن الحق المتوقف بين إثبات وجود الله أو إنكاره، بل على العكس هو شخص يؤمن أن الأدلة على وجود الله وعدمه متكافئة وأن العقل البشري والخبرة البشرية لا يمكنهما الإجابة على هذا السؤال الغيبي.

الثانية: أن البعض قد يحسب أن الربوبي الذي يؤمن بوجود إله يعد أقرب لأتباع الأديان وأبعد عن الملاحدة. لكن الحقيقة أن عداء القوم للأديان وأهلها كبير، وهم أقرب رحمًا وأكثر ميلاً للملاحدة وأكثر تعاطفًا معهم.

‎أضف رد

I don't publish guest or sponsored posts on this site. But thanks anyway. :)

:

‎بريدك الإلكتروني لن يظهر لأحد

‎مؤخرة الموقع