الوسواس القهري الديني – الإضاءة الثالثة

image_printطباعة وتحميل هذا المقال

استكمالاً للسلسلة التي بدأناها وخصصناها للحديث عن مرض #الوسواس_القهري_الديني نبدأ هذه الإضاءة في استعراض بعض الحالات المرضية والتي تم تشخيصها من الحياة الواقعية في البيئة المصرية بواسطة استشاري الطب النفسي د. محمد شريف سالم.

وتأتي أهمية الحديث عن هذا الموضوع لأنه قد قابلتنا الكثير من الحالات على هذا المنوال يقول الطرف المتشكك أنا مسلم والحمد لله ولكن لدي أفكار عن شبهة كذا وتأتيني تصورات عن كذا وكذا .. أرجوكم ساعدوني .. الأفكار تسيطر على عقلي بطريقة جنونية وأريد أن أتخلص منها لأني غير راضٍ عنها، ومع استمرار النقاش وتفنيد المعضلة وبعد أن تهدأ نفسه ويقتنع كل الاقتناع يعود بعد أيام من جديد ليعاود الكرَّة ويسأل نفس الأسئلة وكأنه يدور حول نفسه.

والحمد لله .. بفضل الله تم مساعدة الكثير من الحالات المشابهة والتي تكون المعضلة الأساسية في تشخيص الحالة ومعرفة أن هذا شيء خارج عن إرادة الشخص، لأنه مرض يسيطر عليه ويقهره. وليست المشكلة في شبهة بعينها.

لذا قررنا نشر هذه السلسلة لعلها تكون طوق نجاة لشخص تسيطر عليه أفكار غير مرغوب فيها .. تنغص عليه عيشه وتكدر صفو أوقاته.

وفي الإضاءات التالية بإذن الله سنفصل أكثر في الحديث عن أهم الفروق بين وساوس الشيطان العادية والوسواس القهري، وبين الأخير وبين الإلحاد وسنحاول وضع اقتراحات حلول وروابط للمساعدة.

نترككم مع النماذج الواقعية كما شخصها استشاري الطب النفسي لعل أحدكم يسترشد بها، وللحديث بقية بإذن الله.

…….

1⃣ شاب عمره 18 سنة يقول:

بشك في النبي ﷺ وكل الأنبياء اللي جاءوا هل هم حقيقة ولا لأ ؟ أشك في دين الإسلام وكل الأديان الأخرى هل هي حقيقة سماوية أم لا؟ وعند الاستيقاظ من النوم وفي المذاكرة، وفي الصلاة وفي العمل .. جتى آخر اليوم وساعة النوم أسأل نفس السؤال هذا؟

أشعر أن الإنسان اتخلق لوحده طبيعي من الأرض بدون ربنا، لما قرأت نظرية داروين وجدت أنها تتماشى مع الفكرة السابقة اللي في دماغي ، فأفكر أنه ليس هناك رسل.

أنا رافض الأفكار دي كلها لكن أعمل إيه هية لزقة في دماغي ، وتتكرر ليل نهار ، دائمًا أعيد الوضوء كثيرًا جدًا لدرجة إن الفرض ممكن يضيع عليا وأنا مستمر في الوضوء!

ــــــــــــــــــــــــ

2⃣ سيدة عمرها (42) سنة:

عندي فكرة إني غير مؤمنة وإني لا أحب الله مع إني بحبه جدًا جدًا وباحب الإيمان جدًا جدًا، بقيت أستغفر ربنا كثير ..

لما أشوف حاجة أقول هي دي الله. غصب عني حاجة في عقلي تقول لي كده. ولما آجي أدفع الفكرة لا أقدر!

أخاف أتكلم مع حد أحسن يدخلني في فكرة جديدة، لذلك تجنبت الناس تمامًا، وأحيانًا كثيرة أقفل عيني عشان ما أشفش حاجة تجيب لي الفكرة وأقول إن ده ربنا، ولو بأكلم حد دماغي بردو شغالة في الوساوس. لو في الأكل برضه نفس الكلام، الوسواس ده في عقلي 48 ساعة في الـ 24 ساعة. أبقى مخنوقة وزهقانة وزعلانة.

ـــــــــــــــــــــ

3⃣ فتاة عمرها (19) سنة:

أنا عندي أفكار محيراني دائمًا أفكر فيها .. أنا عايشة ليه؟ أنا مسلمة ليه؟ أفكر في الحرام كثيرًا واسأل نفسي ربنا شكله إيه؟ وأتصور في عقلي… مفيش نوم من الأفكار. مش قادرة استغفر ربنا الكلمة مش بتيجي على لساني وساعات بتجيني وساوس بسب الذات الإلهية!!!

ــــــــــــــــــــــــ

4⃣ شاب عمره (30) سنة:

الشيطان يقول لي على ربنا حاجات وحشة باستمرار مقدرش أقولها خاصة في الاستغفار والذكر لدرجة أحيانًا أبطل أذكر ربنا . وضوء كثير ، أكرر الصلاة، قسوة في قلبي، أخاف أدخل الحمام لأني أجلس فيه أوقات طويلة جدًا.

ـــــــــــــــــــــــــــ

5⃣ شاب عمره (22) سنة:

يجيني وسواس ان عندي رياء في كل حاجة، لدرجة أني كنت أغطي رأسي ووجهي بالشاش علشان أتأكد أني غير مرائي . عندي وساوس كأني أسب الله . وأبقى حاسس كأني راضي عن هذه الشتيمة لذلك أفكر أني أموت نفسي.

حكيت للشيوخ قالوا لي قلل الطعام لأن قلته تقلل الوساوس ، ونفذت حتى أصبت بالهزال ووقعت على الأرض! أي آية عن النفاق أو أي كلام عن الرياء والكفر آخده على نفسي.

‎أضف رد

I don't publish guest or sponsored posts on this site. But thanks anyway. :)

:

‎بريدك الإلكتروني لن يظهر لأحد