دلالة النظام على وجود الله

image_printطباعة وتحميل هذا المقال

يعتبر دليل النظام من صور دلالة العلة الغائية على وجود الله جل وعلا، ويسميه علماء الغرب دليل التصميم الذكي Intelligent Design، لكن نحن لدينا تحفظات عقدية على المصطلح الغربي. والمقصود به وقوع النظام في هيئة الكون وفي تركيب الكائنات الحية وعدم إمكانية أن يكون نتاجًا للفوضى والعشوائية. فمثلاً لكي يتكون نظام أو جهاز أو بناء معقد لابد من وجود المتطلبات الآتية:

  1. التوفر والإتاحة لأجزاء هذا النظام:- أي أن تكون الأجزاء التي سيتكون منها النظام موجودة؛ فلكي يتكون قصر مثلاً لابد من وجود مواد البناء من الرمل والأسمنت والحديد المسلح والطوب الأحمر وغيرها.
  2. الوقت المناسب:- أي أن تكون مواد البناء موجودة في نفس الوقت حتى يتم البناء؛ فلا يصح أن نأتي بالأسمنت في يوم والرمل في يوم آخر أو في شهر أو عام آخر، بل لابد من توفر مواد البناء جميعًا في وقت واحد.
  3. المكان المناسب:- أي أن توجد مواد البناء في نفس المكان، فلا يصح أن يوجد الطوب الأحمر في بلدة والرمل في بلدة أخرى والأسمنت في بلدة ثالثة، وهكذا. بل لابد من توافر جميع مواد البناء في نفس المكان.
  4. عدم وجود تداخلات أو تفاعلات متداخلة:- أي أن وقوع أي تدخل غير مطلوب سوف يفسد النظام كله. فمثلاً تداخل البلاستيك وتراب الأرض مع مواد البناء سوف يؤدي إلى خراب البناء المطلوب وعدم صلاحيته.
  5. التوافق البيني:- عند التعشيق والتركيب مثل المفتاح في الباب أو مثل تروس الآلة. وهذا يظهر في تناسق الطوب الأحمر مثلاً عند تراصه في الجدار أو في توافق مقاسات الأبواب والشبابيك مع الفتحات المصنوعة في الجدران أو في توافق البروتينات داخل الخلية، وغيرها من الأمثلة.
  6. ترتيب البناء:- لابد من إتباع الخطوات والترتيب الصحيح؛ ففي البناء يتم أولاً الحفر ثم وضع الأساسات والقواعد ثم رفع البناء من أسفل إلى أعلي بالترتيب، وهكذا، وإلا انهار البناء كله.
  7. التهيئة للوظيفة:- أن يكون الناتج النهائي قائمًا بالوظيفة؛ فمثلاً قد يمكننا تكوين الساعة بدقائقها وتروسها الدقيقة المعقدة المركبة، لكن لابد أن تدور الساعة بعد كل هذا وأن تعمل وأن تشير إلى الوقت بالضبط. كذلك الخلية قد تتكون مركباتها العضوية والحيوية في المعمل، لكن لابد أن تدب فيها الحياة لكي تعمل وتقوم بالوظائف الحيوية.

فيظهر من كل ما سبق أنه لا يمكن أن يوجد نظام أو بنا معقد إلا في ضوء المتطلبات السابقة، وكل واحد منها يستلزم فعلاً إراديًا غائيًا يتضمن التوجيه والضبط والتخطيط المسبق، وهذا لا يمكن أن يكون عن طريق الصدفة والعشوائية مطلقًا. فبناء نظام العالم من المجرة حتى الذرة مرورًا بخلق الكائنات الحية يستلزم المرور بكل الخطوات السابقة بما فيها من علم وقدرة وحكمة وغائية وتوجيه وتقدير، وهذا لا يمكن أبدًا إلا عن طريق فاعل يتصف بكل هذه الصفات، وهو الله العليم الحكيم الخبير القدير.

‎أضف رد

I don't publish guest or sponsored posts on this site. But thanks anyway. :)

:

‎بريدك الإلكتروني لن يظهر لأحد

‎مؤخرة الموقع