هل كتب الله علينا فعل الخطأ وقدره علينا؟!

image_printطباعة وتحميل هذا المقال

السؤال:

هل كتب الله علينا ان نفعل الخطأ وقدره علينا أم أن القدر المكتوب هو سابق لا سائق وإن كان هذا الكلام صحيح ما تفسيرك لآيات في القران وخلقكم وما تعملون وما تشاؤون إلا أن يشاء الله وحديث رسول الله لأصحابه بمعنى ما من أحد منكم إلا وكتب مقعده من النار فقالوا أنركن إلى ما كتب قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له.

 الجواب:

هذه المسائل العويصة العميقة الذي داخت فيها عقول البشر ولم يكن أحد ليهتدي فيها إلا بكلام الوحي لا يصح تقريرها واتخاذ مواقف عقدية او فكرية متعلقة بها إلا في حدود ما قرره الوحي المنزل .. والقدر باختصار يتم تناوله على عدة مستويات : العلم الإلهي – الكتابة في اللوح المحفوظ – التمييز بين الإرادة الشرعية والكونية – خلق أفعال العباد ، فالرجاء الرجوع لكتب أهل العلم في هذه المسائل حتى لا تكون الأسئلة خليط من هذه المراتب دون تمييز بينها ، وأنصح بكتاب د. عمر الأشقر عن القضاء والقدر ، ففيه تيسير كبير لهذه المسائل للمبتديء ، وكذلك كتاب الإيمان بالقضاء والقدر للدكتور محمد إبراهيم الحمد ، وهو نافع جدا في رد العديد من الإشكالات المتعلقة بالجمع بين الحرية والاختيار ووجود الشر وغيرها.

أما قوله تعالى وما تشاؤون إلا أن يشاء الله ، فالمقصود به المشيئة الكونية وليس الشرعية ، ومفادها أنه لا يقع في الكون شيء إلا بإرادة الله وليس ضد إرادته جل وعلا ، وهذا من تنزيه الله تعالى عن أن يقع في ملكه ما لا يشاء ، لكن إرادة الله اقتضت تخيير العبد وإعطاءه الإرادة لفعل الخير والشر ، لكن هذا في الحقيقة ليس ضد إرادة الله بل موافق لإرادته.

أما حديث كل ميسر لما خلق له ، فمعناه أنه الإنسان ليس محاسبا على علم الله تعالى السابق ، بل هو مسئول عن عمله الاختياري ، فأنت تعمل ولا تعلم المستقبل ، واختيارك  هو الذي يحدد مصيرك ، فمهما كان القدر المكتوب فأنت غير محاسب عليه او بناء عليه ، بل على عملك ، وهذا هو المنهج الإيماني العام في التعامل مع مسائل الغيب العميقة والعويصة مثل هذه ، أنت تبحث ما هو دورك وما هي حدود مسئولياتك لتلتزم بها ولا تشغل نفسك بما يتجاوز ذلك ، فهو منهج عملي في جوهره لا يعبأ بالتشتيت وفقدان التركيز والانشغال بما لا ينفع.

والله أعلم.

‎أضف رد

I don't publish guest or sponsored posts on this site. But thanks anyway. :)

:

‎بريدك الإلكتروني لن يظهر لأحد