✍️✍️ م/محمد سمير ✍️✍️
#محمد_رسول_الله
ورد في صحيح البخاري قصة تقول أن المنافقين كانوا قد طعنوا في عرض رسول الله وفي أحبّ نسائه إليه وهي عائشة حيث اتهموها بإرتكاب الفاحشة مع الصحابي صفوان بن المعطل أثناء العودة من غزوة بني المصطلق!
وقد ظل النّبي على هذه الحال شهراً كاملاً والمنافقون يُردّدون وينشرون الشائعات والأراجيف، ورسول الله مُنتظر كل هذه الفترة يسمع ولا يتكلم في هذا الأمر أبداً!
وبعد انقضاء كل تلك المدة الطويلة خرج النبي إلى الناس معلنا براءة زوجته عائشة من خلال بعض آيات سورة النور.
السؤال هو: كيف يمكن لذلك العربي الغيور الذي كان يقول عن نفسه أنه أغير الناس أن يرى المنافقون حوله يخوضون في عرضه ويتهمونه في زوجته وحبيبته وينشرون ذلك بين الناس حتى كاد بعض الصحابة أن يُفتن ثم يظل ساكتا شهرا كاملا في تلك المعاناة والضغط النفسي، في حين أنه يستطيع إنهاء الأمر برمته بشكل قطعي منذ اللحظة الأولى بأن يخرج على النّاس معلنا دليل براءة زوجته بأن يتلوا على الناس بعض الآيات وكأنها وحي نزل لتوه من السماء؟!
بتحليل نفسي بسيط لذلك الموقف نجد أن هذا يمكن أن يحدث بل ولابد أن يحدث إن كان ذلك الشخص كاذبا في دعوته النبوة، ولكن لأنه رسول الله حقا ولأنه لا يستطيع أن يتقول على الله كذبا ولو في أشد المواقف، ولأن الوحي مصدره مستقل تماما عن الذات المحمدية ومشاكلها وهمومها فهو إذن ينتظره ولو تحمّل وصبر على أذى القوم..
(إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ)
(وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ، لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ، ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ، فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ)