بين الصيانة والتخريب 1

image_printطباعة وتحميل هذا المقال

المبالغة في كل شيء تضر أكثر مما تنفع، حتى ولو كان هذا الشيء مباحاً كالمبالغة في شرب الشاي أو القهوة.

 والعلاقة بين الذّكر والأنثى علاقة تكاملية لأن بهما من الاختلاف والنقص ما يجعل أحدهما محتاجاً إلى الآخر، والقاعدة التي يعلمها الجميع هي: ” وليس الذكرُ كالأنثى “، فالهيئة الخارجية مختلفة، ورسم المخ وترتيبه والعضلات وقوتها، والحوض واتساعه وضيقه، والتنفس، وكرات الدم البيضاء، وغير ذلك من التركيب الداخلي لكليهما، فيه اختلاف واضح وهذا مما يعرفه المتخصصون.

أمّا الأوصاف والطباع وطريقة التعامل مع الحياة فمختلفة أيضاً، فالرجل صلب وشديد، والمرأة رقيقة وحييَّة، وصلابة الرجل لها حدود إذا علَت أصبحت سيطرة وسلطوية فتضره أولاً ثم تضرّ من معه سواء الزوجة أو الأولاد أو في أي قيادة كان، وكذلك إذا نزلت أصبحت ميوعة ورمادية فتضُرّه أولاً ثم تضر من معه من زوجة وأولاد خصوصاً عند الحاجة لاتخاذ قرارات واضحة أو عند المواجهات الضرورية!

 ورقّة المرأة وحياءها كذلك إذا خرجت عن حدها أضرتها، فلو زادت رقتها وليونتها مع غير المحارم فإنها ستضُر نفسها أولاً ثم تضر من حولها، خصوصاً وأن هذه الرّقة يحبها الرجل في المرأة “وبالطبع لا يحبها الرجل في الرجل لأنها لا تناسب صلابته وشدته” بل هذه الرِّقة التي تصل إلى حد الخضوع والميلان تجذب نحوها من ليس لديه هذا الحاجز الإيماني الذي يحجبه عن الميلان للخضوع، لأن كل رجل في قلبه ميل للأنثى، والعكس صحيح، وهذا الميل له محفِّزات، منها الصوت، والجسد، والملابس، والزينة، والرائحة، والحركة، والنظرة، والملامسة، وغير ذلك.

والله سبحانه وتعالى له حكمة بالغة في خلق الرجل بهذه الصورة التي هو عليها، وكذلك خلق المرأة بهذه الصورة التي هي عليها، فالرزانة في الصوت تُعجب المرأة، وأحياناً الخشونة، وأحياناً الجهورية، بل ومنطق الرجل وأناقة لهجته وعذب منطقه وحُسن بيانه تعجبها أكثر وأكثر، والرجل تُعجبه رقّة الصوت ويشعُر فيه أحياناً برنّة خاصة تستقر في أذنيه عندما تريد المرأة أن تقترب منه، كما يشعر بوضوح بهذه البصمة الحاسمة في صوتها عندما تريد الابتعاد عنه، كل هذا وغيره يدل على هذه الخصوصية الشديدة بينهما في جزء صغيرٍ جداً مما أعطاهما الله.

 وبناء عليه فكان لابد لهذا الصوت المتميِّز أن يُعامل بطريقة خاصة لا يتم فيها كتمه ولا إيقافه، ولا التعامل معه كأنه عورة لا يجوز للمرأة أن تلفظ بكلمة أمام غير المحارم!
لأن مجرد الحديث ليس خضوعاً للرجل، بل المرأة مأمورة بأن يكون قولها في المعروف والخير لا في غيره.

وأيضاً ليس هذا معناه أن يُطلق لهذا الصوت العنان ليترنّم ويتغنَّج كعذبٍ رخيم يُحيط بالرجال من كل ناحية فيُفسدهم ويؤذيهم بعد أن يُفسد صاحبتها ويؤذيها أكثر وأكثر.

 لذا كان الشرع حكيماً في التعامل مع الطرفين، فأمر المرأة بعدم الخضوع بالقول، لأن الخضوع ريبة يهواها المُريب، ورُخصُ يحبّه الرّخيص، وهوانُ يحبه المُهان، وبداية للوصول نحو كبيرة الزنا!

 وكما قلت هذا الخضوع له إشارات يفهمها الرجل، وله رنَّة في الصّوت لا تخطئها أُذنُ الرجل، وحينما يكون هذا الرجل بدون هذا الإيمان الذي يحجزه عن الانجذاب إلي الخضوع فإنه يقترب من هذا الصوت بنية الاختلاط به، لذلك يصفه الشرع بأن في قلبه مرض، في قلبه مسارعة للقفز على حواجز الأمان، في قلبه نزاع الغلبة فيه للشيطان، فيقترب منها ليبادل هذا الصوت الرخيم وهذا الدلال العذب بأناقة اللهجة وسحر البيان، وهنا تتلاقى الإرادتان لبداية فساد جديد في الأرض!

إذاً أيتها المرأة تحدثي دون خضوع، في البيع والشراء، وفي ميادين التعليم وغيرها، وليكن ذلك في إطار الشرع وبأسلوب لا يجعل المرضى من الرجال يقتربون منكِ فيضيّعونكِ بالوعود أو يميلون بكِ نحو السُّفول!

إذاً أيّها الرجل عندما تتحدث مع المرأة لحاجة فلتكن سريعاً ومختصراً ولا تجاملها أو تتجاذب معها أطراف الحديث دون مسوِّغ، لعلها تميل فتميل بكَ في المتاهة أو تسقط بك في الهاوية!
والله أعلم.

https://t.me/joinchat/AAAAAErVU_wDrCb5kOIWQw

‎أضف رد

I don't publish guest or sponsored posts on this site. But thanks anyway. :)

:

‎بريدك الإلكتروني لن يظهر لأحد

‎مؤخرة الموقع