سمات عقلية الملحد

image_printطباعة وتحميل هذا المقال

💥هناك سمات عقلية وذهنية يختلف بها الملحد عن المؤمن ، هذه السمات هي أصل النزاع بين الفريقين ، وهي السبب الرئيسي في عدم فهم الملحد للأدلة على وجود الله ، والسبب كذلك في نشوء إشكالات عقلية لديه مثل مسألة الشر. لهذا فإن تفكيك هذه العقلية والسعي لفهم مواطن الإشكال فيها هو أول السبيل لمخاطبتها وإقناعها بالحق ، وتبيين أسس ومحاور العقلية الإيمانية وسلامتها واتساقها الداخلي وانسجامها مع سائر القواعد المعرفية الكلية.

1⃣ الثقة المفرطة في الفكرة والرؤية الإلحادية :

كما شرحنا في السابق أن الظاهرة الإلحادية تضم ألوان طيف متعددة (ملحد – لاأدري – ربوبي) ، لكن الغالب على ظاهرة الإلحاد الجديد هو أن اللون الإلحادي المنكر لوجود الصانع بالكلية هو السائد بخلاف إلحاد عصر التنوير الذي كان يميل في البداية إلى الربوبية ثم إلى اللاأدرية والشكوكية ، أما الإلحاد الجديد فيتميز ببروز جانب الإلحاد المنكر لوجود الله ، وليس الربوبي أو اللاأدري ، بل والتعصب لهذه الرؤية ، حتى أن أبرز الانتقادات له في الغرب هو الإغراق في التعصب وإنكار أي فضيلة للمخالف مثله كمثل التعصب الديني في أسوأ صوره .

2⃣ حصر المعرفة في الحس والتجربة والمادة :

والإنكار التام للغيبيات واختزال الموجودات في المادة المحسوسة فيما يُعرف بالفلسفة المادية الاختزالية Reductionism حيث يرى القوم مثلاً أن الوعي والإرادة الحرة والميول النفسية والروحية في الإنسان إنما هي نتاج تفاعلات كيميائية وإشارات عصبية تدور في الجهاز العصبي ، ويتبنون أطروحات مدرسة الحتمية البيولوجية في علم الأحياء ومدرسة الحتمية السلوكية في علم النفس.

3⃣ المحكم والمتشابه الكوني :

وهذه من أبرز سمات العقلية الإلحادية ؛ ففي الكون وفي خلق الإنسان وسائر الكائنات آيات محكمات تدل على الإحكام والدقة وبراعة الصنعة تشير بوضوح إلى علم الله وحكمته وخبرته وعنايته ، وفيه كذلك آيات متشابهات قد تحار العقول في استنباط الحكمة الإلهية من وجودها . فالعقلية الإيمانية ترد هذه المتشابهات إلى المحكم الثابت من علم الله وحكمته الواسعة في خلقه ، بينما العقلية الإلحادية ترد المحكمات إلى المتشابهات التي توهم الفوضى والعشوائية أو وجود العيوب والخلل في الكائنات . لهذا فإن القواعد العقلية الكلية مثل : إرجاع المتشابهات إلى المحكمات ، ومحاكمة الظنيات للقطعيات ، وتقديم الجمع بين الأدلة على الترجيح بينها بقدر الإمكان ، وتقديم الدليل الأقوى على الدليل الأضعف عند التعارض ، هي أصول ومحاور عقلية المؤمن بخلاف الملحد ، وهي التي يعتمد عليها الحوار بين الطرفين.

‎أضف رد

I don't publish guest or sponsored posts on this site. But thanks anyway. :)

:

‎بريدك الإلكتروني لن يظهر لأحد

‎مؤخرة الموقع