حول دينهم الجديد!!

image_printطباعة وتحميل هذا المقال

هناك غرف صوتية منتشرة في بعض البرامج والتي تدعي أنها حوارية، مضمونها أن حرية الرأي مكفولة لكل إنسان، وبناء عليه يحق لهذا الإنسان أن يقول ما يريد وفي أي وقت لأن حرية الرأي جزء لا يتجزأ من كينونته وشخصيته!

وتعليقي على هذا سأختصره اليوم في محورين:

 الأول: هل الإنسان الجاهل بالشريعة مثلاً من حقه أن يضلل الناس ويتحدث فيما لا يفهم فيه ويدّعى زوراً وبهتاناً أن هذا من حرية الرأي؟!
مثلاً العلمانى أو المنتميات للحركة النسوية عندما يتكلم أحدهما عن ظلم المرأة فتجده وبكل بلاهة وسفه يتحدث عن ظلمها في الميراث أو في تركها الصلاة بعضاً من الوقت لظروفها الخاصة، ويذكر هذا أنه من باب التمييز وعدم المساواة مع الرجل، ويستمر كلا منهما في جهله وغيه وسفهه ثم يصفق لهما أمثالهما من الجهلاء بالشرع والدين.

فهم في الحقيقة لا يفقهون شيئاً لا عن النصوص ولا دلالاتها، ولا كيفية اثبات النص، ولا المراحل التي يقطعها المحدّث في بيان منزلة هذا النص من الثبوت ودرجته في الصحة، ونقد بعض ألفاظه والتعليق على بعض الرواة، والانشغال بعلله الخفية، وغير ذلك من مراحل العظمة والعلو في أصول ديننا والتي لا يستطيع أمثال هؤلاء الجهلة أن يصبروا على القراءة في أي مبحث من مباحث هذه المراحل أو فهمها على وجهها اللائق!

هذا غير الحديث عن اللغة ودلالاتها أيضاً، وعن علاقة علم أصول الفقه بالنص وكيفية التعامل معه وغير ذلك من بحور العلم والذي يُسمى في نهاية الأمر بالشريعة، ثم يأتي أمثال هؤلاء ويتعقّبون الشريعة بالصوت العالي وبنقدها عن طريق زبالات أفكار البشر ممن يبيحون النجاسة ويفتحون الباب للمليطة وقلة الأدب ثم يقولون لك الشريعة ظلمت المرأة والطفل وأنصفت الرجل والذكورية والأبوية!!

والعجيب أن غالبية هؤلاء لا يستطيعون قراءة صفحة واحدة من سورة المجادلة (أو غيرها) بدون اخطاء!
ثم يجادلون في الشريعة!

 ودينهم الجديد هو أن تتحرر من دينك القديم دون أن تكون عالماً به ولا مدركاً لمقاصده، ولا عالماً بخصائصه، وشاطر بس في الطعن المبطّن فيه!

 المحور الثاني: ترى أحدهم ينكر المعلوم من الدين بالضرورة ويتهم المولى سبحانه وتعالى بالظلم أو يطعن في القرآن أو السنة، وفى الشريعة وعدم وجوب الحجاب وظلم المرأة في الميراث والطعن في عشرات الأحكام، بل ويصل به الأمر إلى أنه يجيز للمسلم قول الكفر وفعله، بل والإعلان عنه ثم يرفض تماماً أن يقال عنه أنه قد خرج من الإسلام!!

ويسمي هذا تكفيراً واحتكاراً للحق ودعشنة الإسلام، وأن هذا جراء التصحُّر والسلفنة والتشدد والرجعية … الخ من المصطلحات الهجومية لكى يخيف بعض الأطفال والضعفاء الذين يهابون من هجوم أمثال هؤلاء، حيث الصوت العالي والتصفيق المتتالي والدعم الغربي والصمت الرسمي!

 يا سيدي أنت غير راغب في الانتماء للإسلام، وترى أنه دين ظالم، ومليء بالكهنوتية والصكوك الإلهية، وبالتالي ترى أن العلمانية هي الدين الجديد الذي آمنت به، أو تري أن اللادينية هي الأنسب للبشرية، أو ترى أن هذا الدين الكهنوتي يمكن أن تطبقه على نفسك في صومعتك لا في حياة الناس!

وهذا معناه أنك تقول أن هذا الدين لا يصلح لكل زمان ومكان، وأنه عقيدة لا شريعة، أو دين دون دولة، أو تعاليم روحية لا أحكام تفصيلية، وهذا معناه أنك رافض تماماً لدين الإسلام كحاكم على الناس، وبالتالي رافض لقوله تعالى ” إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه” فلماذا تغضب إذاً عندما يصفك المتخصص أنك لست مسلماً، لأن المسلم هو من يؤمن بالقرآن وأنه من عند الله وأن النبي عليه الصلاة والسلام مرسل من عند الله، وأن الجنة حق وأن النار حق، وأن الشرع حاكم على الناس وصالح لكل زمان ومكان، وأن الحجاب واجب على المرأة المسلمة وأن التبرج محرم وأن هذا من المعلوم من الدين بالضرورة، وأن هناك فرق ضخم بين الاعتراف بذلك مع عدم الفعل فهذا يُسمى التقصير وارتكاب المحرم، وبين عدم الاعتراف به أصلاً وهذا ليس من الإسلام بل ما يناقضه، والذي يسمى في نهاية الأمر كُفرُ بالإسلام، ومعناه أنك اخترت لنفسك اعتقاداً آخر تتعامل به في الحياة مع الناس، سمه لا ديني، أو إلحاد، أو عصرنة، أو مهلبية، المهم هذا ليس الإسلام، وأي مراوغة في ذلك سيقف لها بالمرصاد الذين تدعون أنهم جعلوا من الدين كهنوت والكلام الحمضان الذي لم يعُد له مكاناً عند الذين يكشفونكم ويعرّونكم “وأنتم طبعا لا تخجلون من العُرى” بل وسيقفون أمامكم لأنكم نبتة السوء التي زُرعت بواسطة الغرب، ونمت بسبب ضعف الشرق، وترك المظالم تفشو بيننا بلا نكير، حتى استغلها الذئب والسفيه والحقير لهدم بنيان الإسلام بدعوى التنوير والتحديث وخلع العقائد والملابس وكافة القديم!!

‎أضف رد

I don't publish guest or sponsored posts on this site. But thanks anyway. :)

:

‎بريدك الإلكتروني لن يظهر لأحد

‎مؤخرة الموقع