سنقوم بتسليط الضوء على هذا الموضوع المهم الذي يلقي بشباكه على كثير من الناس دون أن يعرف الكثير منهم أو يكتشف أن ما هم فيه من كرب بسبب هذا المرض الذي لا يختلف عن أي مرض آخر قد يصيبهم.
معاناة مريرة .. هواجس كئيبة .. تعصف بالكيان .. تخترق الخاطر وتدمر الوجدان
تتحول الحياة إلى كابوس لا يطاق ولا يدري الشخص المُبتلى في كثير من الأحيان أنَّ ما حلَّ به هو عرضٌ مرضي نتيجة اضطراب عضوي خارج عن إرادته.
✅ أما عن الوسواس القهرى فى الطب النفسى:
هو عبارة عن أفكار وصور تدخل إلى عقل الإنسان بطريقة مكررة يمكن للشخص السليم دفعها ومنع تكرارها، ولا يتركها تقهره. أما فى الحالة المرضية فإنه لا يقوى على دفعها أو منع تكرارها، فتأخذ به وتلح عليه وهو يحاول جاهدًا مقاومتها دون جدوى، وكلما قاوم هذه الأفكار تزايد عنده القلق لأنه يكون مضطرًا للتفكير فيها لا إراديًا.
الأفكار الوسواسية:
هى مجموعة من الأفكار والصور المتواصلة والمتسلطة والمستمرة التى تتطفل على عقل الشخص وتراوده وتلازمه مع عجزه عن دفعها أو طردها أو التخلص منها. ويعانى الشخص كثيرًا منها لغرابتها وتسببها فى كثير من القلق والإزعاج.
فقد يتصور الشخص أشياء رهيبة عن الذات الإلهية أو الأنبياء أو الدين أو الأخلاق لا يمكن دفعها, أو سب قهرى لأشياء مقدسة وغالية على النفس مثل سب الله عز وجل أوسب الأنبياء، وقد تأتي الوساوس على صورة نفور من الدين وقنوط من رحمة الله ظنًا من الشخص أنه لا يحسن العبادة أو أنه قد خرج من الملة أو أن الله لن يغفر له. وقد تأتي على صورة أسئلة مستمرة وملحة في قضايا الدين وكلما قرأ الشخص عنها واقتنع وهدأت نفسه تعود الأفكار من جديد وكأنه لم يقرأ عنها من قبل فهو في كل الأحوال يشعر بعجز عن وقف هذه الأفكار وردعها، وقد تأتي هذه الوساوس على شكل شكوك في الطهارة أو الصلاة وغير ذلك.
الأفعال القهرية:
هى أعمال عقلية واعية وسلوكيات متكررة جبرية استجابة لأفكار وسواسية لتخفف أو تمنع القلق والإزعاج الناتج عن تلك الأفكار, ولا يستطيع الشخص مقاومتها, وهى تستحوذ عليه لفترة طويلة, وهو غير راضٍ عنها ولا يحبها، خاصة وهو لا يشعر بثمرة وراء تكرارها، لكنه مقهور على استمرار عملها والقيام بها.
?ودائمًا ما تأتى الوساوس القهرية لمنع أو تجنب بعض الأحداث المفزعة المتصورة فى عقل المريض. كتكرار الوضوء أو الصلاة أو الاستغفار بطريقة مرضية.
⛔️#ملاحظة_مهمة⛔️ : هذه الإضاءة الأولى حول هذا الموضوع وعلى القاريء عدم اجتزاء معلومة مذكورة هنا واتخاذها مبررًا لفعل أفعال كفرية ، لأنه ثمة فروق بين الوساوس القهرية والإلحاد، ولا يمكن أن نلقي باللوم على الوسواس القهري فيما يفعله بعض الملحدين لأنه المرض من اسمه هو عبارة عن وساوس تقهر صاحبها ولا يكون راضيًا عنها، وهذا ما سنعرفه في تتمة المقالات فتابعونا.
